languageFrançais

أول فوز عربي ومداخيل قياسيّة.. كيف صنع الترجي المجد في أمريكا؟

بعد مشاركة مشرفة ستظل محفورة في ذاكرة الكرة التونسية والعربية، أسدل الترجي الرياضي الستار على مغامرته العالمية في كأس العالم للأندية 2025، حاملاً معه إنجازًا يُحسب له في سجل البطولات الكبرى: أول فوز عربي في النسخة الأمريكية، وأرقام مالية قياسية تدعم مستقبله. 

لم يكن الترجي مجرد ممثل للكرة التونسية، بل كان سفيرًا حقيقيا لتونس في مواجهة كبار العالم، مؤكّدًا أن الحلم لا حدود له حين تقوده الإرادة، وتدعمه الجماهير.

في فيلادلفيا، بدأ مشوار الترجي في كاس العالم للأندية، وتحولت آلاف الجماهير الترجية إلى صانعة للحدث، حيث زينت "التايم سكوير" بالأحمر والأصفر. وأكد الجميع هناك أن لا شيء يعلو فوق راية الترجي في الحلم العالمي. فحلم منافسة كبار العالم لا يتكرر كل يوم.

وفرضت جماهير الترجي نفسها نجمة كأس العالم للأندية بعدما احتشدت بالآلاف لمؤازرة فريقها في المواجهات الثلاث. ورغم خسارة "شيخ الأندية التونسية" بثلاثية نظيفة ضد تشيلسي وخروجه من البطولة، فإن الأجواء التي صنعتها الجماهير، وهتافها لفلسطين خاصة، كان حدثا بحد ذاته حيث هتفت الجماهير داخل الملعب وخارجه "الحرية لفلسطين".

إنجاز عربي ومنافسة الكبار بلا عقد

وفي النسخة الحالية للبطولة، استهل الترجي مشاركته في المسابقة بالخسارة 0-2 أمام فلامنغو البرازيلي، لكنه حقق انتصارا ثمينا ومستحقا على لوس أنجلوس، ليرسم البسمة من جديد على وجه الجماهير العربية، التي لم تحقق أنديتها أي فوز في المسابقة قبل تحقيق الفريق التونسي انتصاره.

وجاء الفوز العربي الأول من أقدام لاعبي الترجي، اثر الاطاحة بنادي لوس أنجلوس الأمريكي بهدف يوسف البلايلي وتصدي البشير بن سعيد ليحقق الترجي العديد من الأرقام والمكاسب اثر هذه المواجهة وصنع تاريخاً جديداً له في البطولة العالمية وهو الفوز الذي انعش به الترجي خزينته بـ6 مليارات..

34 مليار في الخزينة..

وضمن الترجي الرياضي، عقب مشاركته في كأس العالم للأندية 2025، مبلغا ماليا قدره 11.55 مليون دولار (حوالي 34.6 مليون دينار تونسي)، يتوزّع بين منحة المشاركة المخصّصة لأندية إفريقيا والتي تبلغ 9.55 مليون دولار (نحو 28.6 مليون دينار)، بالإضافة إلى مليوني دولار (حوالي 6 ملايين دينار) منحة الفوز على لوس أنجلوس.

أوغبيلو والبشير.. نجوم فوق العادة

واغتنم عدد من لاعبي الترجي الفرصة التاريخية للمشاركة في مونديال الأندية بالولايات المتحدة، ليتركوا بصمتهم بأداء مميز ومقنع، عكس جاهزيتهم وتطلعاتهم للعب في أعلى المستويات.

وبرز بشكل لافت النيجيري أوغبليو، الذي كان الاستثناء الحقيقي في مباراتي فلامنغو البرازيلي ولوس أنجلوس الأمريكي، حيث قدّم أداءً قوياً على المستويين الدفاعي والبناء الهجومي. ففي لقاء فلامنغو، فاز بـ5 من أصل 7 ثنائيات، وبلغت دقة تمريراته 78%، ما يعكس توازنه التكتيكي وثقته في التعامل مع الضغط العالي.

وفي الخط الخلفي، واصل الحارس البشير بن سعيد تألقه اللافت، لا سيما في لقاء لوس أنجلوس، حين أنقذ الفريق في الرمق الأخير بتصديه الحاسم لركلة جزاء في الدقيقة +99:11، ليحافظ على التقدم ويقود فريقه نحو فوز تاريخي.

تاريخ مشاركات الترجي في مونديال الأندية

وشارك الترجي في مونديال الأندية، المقام حاليا بالولايات المتحدة، للمرة الرابعة في تاريخه، والأولى بالنظام الجديد للبطولة، التي تقام لأول مرة بمشاركة 32 فريقا.

وبدأت مشاركات الترجي في كأس العالم للأندية عام 2011، حينما كانت النسخة تقام بمشاركة 7 فرق فقط، وحينها خسر 1-2 أمام السد القطري بالدور الثاني للمسابقة، قبل أن يخسر 2-3 أمام مونتيري المكسيكي في لقاء تحديد صاحب المركز الخامس.

وتلقى الترجي هزيمة 0- 3 أمام العين الإماراتي خلال مشاركته في نسخة البطولة عام 2018، ثم تعادل 1-1 مع غوادالاخارا المكسيكي في الوقت الأصلي للقاء تحديد صاحب المركز الخامس، قبل أن يفوز عليه 6-5 بركلات الترجيح.

وفي النسخة التالية، التي أقيمت عام 2019، خسر الترجي 0-1 أمام الهلال السعودي، ثم حقق فوزه الأول في تاريخ مشاركاته بالمسابقة، حينما تغلب 6-2 على السد القطري في مباراة تحديد صاحب المركز الخامس.

ختام مشرف.. ومستقبل واعد

وهكذا يُسدل الستار على مشاركة تاريخية لشيخ الأندية التونسية في مونديال الأندية، مشاركة جمعت بين الأداء المشرف، والانتصار العربي الأول، والعائدات المالية القياسية. 

ورغم عثرتي فلامنغو وتشيلسي، فإن الترجي أثبت أنه لا يكتفي بالتمثيل، بل يصنع الحدث.

 اليوم، يغادر الفريق البطولة مرفوع الرأس، محمّلاً بتجربة ثمينة، وإصرار متجدد على مواصلة الحلم، وتطوير النادي في كل فروعه، للعودة أقوى إلى الساحة العالمية... فالتاريخ لا يُكتب بالنتائج فقط، بل بالإرادة والريادة، والترجي كان أهلا لكليهما.

share